ضحكت اليوم ضحكة شدت انتباه الحضور ..
اضحكني كُرسي خُصص للمتخرجين صفاته فقط خشبي المقعد دائري القاعدة ..
مكان الكرسي امام المسؤول عن شؤون المتدربين والخرجين ..
حكايتي في هذا المدخل ..
عن كرسي بسيط ..
في خضم الحيآة .. نسعى جاهدين أن نصنع الفارق ..
احتضنتي الحياة بعد الثانوية 6 سنوات ..
مقسمة بالتساوي .. بين كُلية التقنية والتي ابتعدت عن قاعاتها بعد ان اكملت سنتين لـ ألتحق باحد الاكاديميات الأهلية بتبوك بقسم الصيدلة .. وهي تأخذ النصف الآخر من الثلاث سنوات ..
وبعد مشوار طويل .. مع الدرآسة والتأجيل .. لظروف متفاوته ..
انهيت دراستي بثلاث سنوات .. من عمر قلبي بالحيآة ..
بعد انتهاء الدراسة .. انتظرنا .. قُرابة الستة اشهر لنبدأ التطبيق .. فبين الشؤون الصحية .. وإدارة الاكاديمية .. كان للطالب هُناك هرولة ..
ابتدأ تطبيقنا .. وحالنا حال المتعلقين بقشة .. همنا إثبات الوجود .. والحصول على اعلى معدل في التطبيق ..
وبعد 7 اشهر خضنا بها مرحلة الامتياز ..
وحالنا كالمشردين .. احيانا يبيتون بشارع واحيانا بحرم قصر امير ..
كنا بين المستشفيات .. من المستوصفات مرورا بالمستشفيات الكُبرى ..
كانت فائدة حقيقة .. وانتهت ..
والحقيقة انتهت معها مثابرتنا للحصول على الدرجات ..
ببساطة لان معدل درجة الامتياز ليس مقياساً لـ شئ .. فقط شهادة اجتياز .. ونقطة بآخر سطر الشهادة وتوقيعان .. وختم ..
ومانراه من حال الخريجين من سبقونا .. بـ اعوام اربع .. لا يُحرك في شطرنج حياتنا للأمل بيدق أو حتى جندي ..
على مضض .. اردنا البداية .. لا سُبل النهاية ..
فمنا من حاول مع اختبار هيئة التخصصات .. ونجح ومنا من صُدم ..
اليوم اتصلت بصديق لي ..
يحمل اسم الفيصل اسما ولقبا وجمال روح .. والحمد اسم للاب يُلاصق الابن ..
اتفقنا على شحذ الهمم ووادعنا بعضنا بدعاء ان تُفرج الكُرب ..
اتجهت .. لحقيقة قصتي .. واستخلاصي للخلاصة قبل ان ابدأ .. مشوار البحث عن وظيفة ..
اتجهت للأكاديمية .. وماكان بالمدخل من توضيح ..
بعد طول الإنتظار والتحجج بالإجتماع ..
دلفت إلى ذلك المكتب .. ضحكت من وضع كرسي دائري خشب .. للطلاب المتخرجين امام مكتب المسؤول ..
يكاد يكون ذلك المكتب خاوياً عدى محدثكم .. وشخصان اصحاب مكتب ..
واتجهت بالنظر لمكتب القبول والتسجيل .. فرأيت الابتسامة وكرسي مريح لاستراحة من يريد التسجيل لاستكمال اوراقه ..
(*وجود الكرسي في مكتب المسؤول اعتقد انها مصادفة ولا اجزم على ذلك ..)
نظرت .. ضاحكاً ..
لم اضحك .. لاجل الفُكاهة .. ولكن ضحكت لسُخرية عجيبة في حنايا ارواحنا ..لديدن الحيآة ..
هُناك نستقبل بالورود .. وهنا نودع بالخشب ..
هناك امال .. وهنا قتل امال ..
هناك .. بداية مشوار .. وهنا .. هل اقول نهاية ؟! ام بداية اللاشئ ؟!
وكأنني .. امتلك إحساس اكثر من 13 ألف عاطل ..
..
أسئلتي .. فإلاجابة عليها تعلل روحي .. فأرحب بالفكاهة قبل الجدية ..
إلى أين نتجه نحن خريجي المعاهد الصحية الأهلية ؟!
إلى أين نعقد الهمة ؟!
إلى متى .. وانا انظر .. لذلك القابع خلف شُباك صيدلية المستشفى يحمل جنسية اجنبية ..
وانا لدي مؤهلات تُعادله وخبرة اكتسبتها من عملي بالامتياز معه ؟!
إلى متى نتجرع ألم امالنا وطموحاتنا ؟!
إلى متى سـ انتظر الوظيفة .. ؟!
لستُ فاقد أمل .. فقط ساخط ساخر .. على من يريدون الترقية بمستوى الوزارات .. وهم السبب في تدني مستوياتها ..
هل الخلل من كُل المتخرجين الذين ينتظرون التوظيف .. ؟!
أم الخلل بعقل رجل يتحكم بكم هائل من التوظيف ؟!
لستُ اتحدث بهم شاب وحيد .. !
ولستُ اتحدث بهمي لوحدي ..
اتحدث بهم أكثر من 5 آلالاف صيدلي ..
و 300 ألف عاطل وعاطلة عن العمل ..
مع إشراقة صباح المدارس ..
واسبوع اول في المدارس ..
ودعنا كُتبنا .. وقراءاتنا .. وكُل اروقة التعليم .. لماذا ؟!
محاوري ..
اوردتها سابقا ..
هل الخلل في الخريجين .. ام في الوزارة نفسها ؟!
قيل لي اتجه للقطاع الخاص .. واعلى راتب نتحصل عليه هو 4000 ريال في شركة الدوائية ..؟! اذا تغضينا عن حقوقنا كـ بشر ..
الاحتياج في المستشفيات للموظفين نراه بأعيننا ونحسبه بعقولنا .. فلماذا تجميد الوظائف ؟!
إهمال الصحافة من تجمعات العاطلين من الصحيين امام الوزارة ومطالبتهم بوظائف لهم .. يُقابل بتعتيم وقمع إعلامي ..؟!
هل نبحث عن عمل .. او مصدر رزق ام كما هي الحال دائماً .. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر ؟!
آمال وطموحات تُقتل .. فكر وعقل يُدمر .. شباب ساعي مثابر .. ووزارة .. تزيد من تعقيد الوضع اكثر ..
الحل ؟! ننتظر فقط ننتظر ؟! ام ماذا ؟!
لم افقد الأمل بالله ..
فاولاً واخيراً كُل رزق لنا مُقدر بقدر ..
لن نأخذ اكثر ولن نأخذ أقل ..
ولكن هي أمور جالت بالعقل فأحببت النقاش بها ..
وعذراً لمن لا تستهويه القرآءة كثيراً ..
قد أطلت بالتفاصيل ..